ابن العراق مدير
عدد الرسائل : 257 العمر : 47 الموقع : www.camfrog.com العمل/الترفيه : مهندس مدني+متقدم في الحاسبات المزاج : مثل امواج البحر تاريخ التسجيل : 13/02/2009
| موضوع: الشفاعة ..هل تريدها ؟ الجمعة مارس 06, 2009 11:40 pm | |
| السسسسسسسسسلام عليكم
الشفاعة معناها لجوء الأدنى إلى الأعلى لجلب نفع أو دفع ضر، وفي أمورنا الدنيوية نسعى إلى الشفاعة عند من لهم مكانة وقبول، وفي الآخرة كل إنسان يسعى إلى رحمة من الله ومغفرة. والشفاعة فضل من الله على أنبيائه وملائكته والمؤمنين. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه أو نفسه) مؤخراً في خطبة الجمعة لفضيلة الشيخ حامد محمد الجابري إمام وخطيب مسجد الكوثر بحي الصفا 6 بجدة، وكانت خطبة مؤثرة حقاً دمعت معها العيون، فقد أفاض الإمام جزاه الله خيراً في شرح معنى الشفاعة ومن يستحقها وعلى أي أساس تكون. وبشدة تأثر الحضور من المصلين لما جاء في الخطبة حفظوا مضمونها ليعيدةا تدبره، وقد أشار فيها إلى موجبات الشفاعة حيث هناك ما يمهد لوقوعها للعبد يوم القيامة
ولكنه عمل يكون دون المستوى المطلوب فتكون الشفاعة لتجبر خللاً أو تصلح عوجاً، وقد أنذر الله عباده مما سيكون في ذلك اليوم حتى لا يكون لأحد حجة، فليتق كل مسلم الله عز وجل ويتذكر قوله سبحانه وتعالى: {وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً}. يقول الخطيب الشيخ حامد الجابري: كيف يشفع لمن أضاع العمر في اللهو والعبث في الإلحاد والشرور.. في الجحود والنكران وتضييع فرائض الله والتعدي على حدوده،
ومصداق ذلك في كتابه الكريم {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ}،
وقوله سبحانه: {أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ}.
وفي هذا أفاض الخطيب في التذكير حيث قال - وفقه الله - : (ومن العجيب أن كثيراً من المسلمين في العهود الأخيرة قد غفلوا عن حقيقة الشفاعة وفهموها على غير ما جاءت عليه، ولا تكاد تذكر في معرض الحديث عن يوم القيامة حتى ظنوا أن آيات العقاب وآيات الزجر والوعيد قد أهملت، فجعلوها بهذا الفهم وأن الشفاعة تعم المذنبين والمقصرين والمجرمين على حد سواء،
وفي التنزيل أن الله عاب على بني إسرائيل لما فهموا مثل هذا الفهم الخاطئ.. قال تعالى: {فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُواْ الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا}.
إن لرسولنا المصطفى صلى الله عليه وسلم المقام المحمود، لذلك سمي عليه الصلاة والسلام محمداً وهي الشفاعة العظمى لفصل القضاء بين الناس، وهي عفو إلهي كريم ورحمة ربانية واسعة لجميع الخلق،
وهناك شفاعة خاصة لأمة محمد يخبرنا عنها الصادق المصدوق في الحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لكل نبي دعوة مستجابة، فتعجل كل نبي دعوته، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، فهي نائلة إن شاء الله من مات من أمتي لا يشرك الله شيئاً). وهذه الشفاعة كلنا نريدها وننتظرها، نسأل الله أن يرزقنا شفاعة حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم.
إنني أذكر نفسي والجميع بهذه الموجبات المهمة لنيل الشفاعة التي أشار إليها خطيب المسجد بأن المسلم إذا أراد أن يشفع له ويلتمس طريقاً ينجو به من كربات يوم القيامة فعليه بعمل الخير وبذل الأسباب التي ينال بها الشفاعة،
ومنها إجابة المؤذن وطلب الوسيلة للنبي والصلاة عليه صلى الله عليه وسلم لقوله في الحديث الشريف عن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم عليّ صلاة) ومن أسباب الشفاعة كثرة السجود والصيام وتلاوة القرآن فهما يشفعان للعبد يوم القيامة، وقراءة سورتي البقرة وآل عمران
ما سبق كان من مضمون الخطبة،
وجزى الله خيراً فضيلة الشيخ حامد الجابري الذي حرص على تجديد اليقظة
وتذكير عباد الله بترك الغفلة
وباستحضار موجبات نيل الشفاعة..
نسأل الله أن يوفقنا إليها
وأن يرحمنا برحمته . | |
|